النص هو التعيين الإلهي المباشر، حيث يحدد الله سبحانه وتعالى خليفته في كل زمان بشكل واضح. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ليلة وفاته عندما قال: "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي". هذه الوصية تعتبر نصًا من الله ورسوله بتعيين الأئمة من أهل البيت (ع) كخلفاء له في الأمة.
ومن الروايات التي تؤكد هذه الوصية: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". هذه الرواية تشير إلى أهمية معرفة الخليفة الذي يتم تعيينه من قبل الله ورسوله في كل زمان.
ذكر في وصية رسول الله (ص)العلم من أركان معرفة الحجة. يجب أن يكون الخليفة مزودًا بالعلم الذي يؤهله للقيادة والقيام بمهام الخلافة. قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" (البقرة: 31)، حيث أظهر علم الله لآدم عليه السلام، وهذا العلم هو الذي يميز الأنبياء والأوصياء في كل زمان. كذلك، الإمام أحمد الحسن (ع) أتى بعلم الله ليقود الأمة وفقًا لما يشاء الله.
كتب الإمام أحمد الحسن (ع)الراية هي العلامة التي تميز الخليفة عن غيره. وفقًا للرواية، "راية الإمام المهدي (ع) هي راية البيعة لله"، ويجب على الأمة أن تبايع صاحب الراية. يُعتبر هذا تعبيرًا عن الولاء والطاعة لله وحده، فهذه الراية ليست مجرد رمز، بل هي بيعة لله على اتباع الحق الذي يظهره الخليفة.
عن بكار ابن أبي بكر، عن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب " طاعة معروفة ". وروي أنه يكون في راية المهدي عليه السلام " البيعة لله عز وجل " 23 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب (3) قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن لنا أهل البيت راية من تقدمها مرق ومن تأخر عنها محق، ومن تبعها (4) لحق
كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٦٨٢
قانون معرفة الحجة هو قاعدة إلهية شاملة، تضمن أن يعرف الناس خليفة الله في كل زمان، سواء كان نبيًا أو وصيًا أو قائدًا. ومن خلال هذا القانون يمكن التمييز بين الحق والباطل، وبين من جاء بعلم الله وأمره وبين من يضل الناس.